شهد نهائي دوري أبطال أفريقيا 2014 مواجهة أسطورية جمعت بين عملاقين من القارة السمراء، حيث تصادم النادي الأهلي المصري مع نادي فيتا كلوب الكونغولي في ذروة الموسم الكروي الإفريقي. هذه المواجهة التي أقيمت بنظام الذهاب والإياب، كتبت فصلاً جديداً في سجلات البطولة القارية المرموقة.

المسار إلى النهائي

قطع الفريقان طريقاً شاقاً للوصول إلى هذه المرحلة المتألقة. الأهلي المصري، بقيادة المدرب محمد يوسف، أظهر تماسكاً دفاعياً استثنائياً خلال البطولة، بينما أبهج فيتا كلوب الجماهير بأسلوب هجومي جريء تحت قيادة المدرب فلوران إيبينجي.

في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب ستاد دي مارتي في كينشاسا يوم 1 نوفمبر 2014، تمكن فيتا كلوب من تحقيق فوز ثمين 2-1 أمام الأهلي. سجل لصالح الفريق الكونغولي كل من مبو نزوزي وجونيور كابانانغو، بينما أحرز هدف الشرف للأهلي محمد ناجي.

العودة الملحمية في القاهرة

في لقاء الإياب الذي احتضنه ستاد القاهرة الدولي يوم 8 نوفمبر 2014، قدم الأهلي المصري عرضاً كروياً رائعاً أمام 30 ألف متفرج. تمكن الفريق الأحمر من قلب النتيجة بفوز كاسح 2-0، سجلهما كل من عمرو جمال ومحمد ناجي (مرة أخرى)، ليضمن الفوز باللقب الإفريقي الثامن في تاريخه.

الأبطال والانجازات

كان محمد ناجي نجم الأهلي الصاعد، حيث سجل في كلا المباراتين النهائيتين، بينما برز حارس مرمى الأهلي شريف إكرامي كحصن منيع صد العديد من الهجمات الخطيرة. من جانب فيتا كلوب، أظهر مبو نزوزي مهارات فردية مذهلة جعلته أحد نجوم البطولة.

هذا الإنجاز جعل الأهلي المصري يتصدر قائمة الأندية الأكثر تتويجاً بدوري أبطال أفريقيا في ذلك الوقت، متفوقاً على منافسه التقليدي الزمالك. كما مثل هذا اللقب عودة قوية للأهلي إلى ساحة الأبطال بعد غياب دام ثلاث سنوات.

إرث النهائي

ترك نهائي 2014 بصمة واضحة في تاريخ الكرة الإفريقية، حيث جمع بين تقاليد الأهلي العريقة وحيوية فيتا كلوب الصاعد. كما أكدت هذه المواجهة على جودة الكرة الإفريقية وقدرتها على تقديم عروض تنافسية مشوقة تجذب أنظار العالم.

بعد عشر سنوات على هذه المواجهة، لا يزال عشاق الكرة في إفريقيا يتذكرون تلك اللحظات المشحونة بالعاطفة والإثارة، والتي تجسد روح المنافسة الشريفة والطموح الكروي الذي يميز القارة السمراء.