في عالم كرة القدم، قليلون هم المدربون الذين استطاعوا ترك بصمة لا تنسى مثل أوناي إيمري، ولكن عندما يتعلق الأمر بنادي إشبيلية الإسباني، فإن اسم خواندي راموس وخولين لوبيتيغي يبرزان بقوة. ومع ذلك، فإن أحدث قصة نجاح في النادي الأندلسي ترتبط باسم مدرب آخر استطاع أن يكتب التاريخ بأحرف من ذهب: جولين لوبيتيغي.

البدايات والتحديات

عندما تولى لوبيتيغي تدريب إشبيلية في عام 2019، كان النادي يمر بفترة انتقالية صعبة. بعد سنوات من النجاح تحت قيادة أوناي إيمري، وجد النادي نفسه في منتصف الجدول دون أهداف واضحة. لكن لوبيتيغي، بخبرته السابقة مع ريال مدريد ومنتخب إسبانيا، كان يعرف كيف يحول التحديات إلى فرص.

فلسفة لوبيتيغي الكروية

اعتمد لوبيتيغي على أسلوب هجومي منظم، مع التركيز على التمريرات السريعة والضغط العالي. وقد نجح في تطوير لاعبين مثل يوسف النصيري ولوكاس أوكامبو، مما جعلهم من بين أفضل المهاجمين في الدوري الإسباني. كما أعاد الثقة للاعبين القدامى مثل إيفان راكيتيتش، الذي أصبح عمودًا فقريًا في خط الوسط.

الإنجازات مع إشبيلية

تحت قيادة لوبيتيغي، حقق إشبيلية إنجازات كبيرة، أبرزها:
– الفوز بدوري أوروبا (يوروبا ليغ) في موسم 2019-2020، وهو الإنجاز الذي أعاد النادي إلى واجهة كرة القدم الأوروبية.
– التأهل بشكل متكرر لدوري أبطال أوروبا، مما عزز مكانة النادي مالياً وإعلامياً.
– المنافسة على المراكز الأولى في الدوري الإسباني، متفوقاً على أندية كبيرة مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد في بعض المواسم.

مستقبل إشبيلية مع لوبيتيغي

مع استمرار لوبيتيغي في قيادة الفريق، يتطلع مشجعو إشبيلية إلى المزيد من النجاحات. فبعد أن أثبت أنه قادر على المنافسة على جميع الجبهات، أصبح الهدف الآن هو الفوز بالدوري الإسباني أو حتى تحقيق إنجاز أكبر في دوري أبطال أوروبا.

الخاتمة

جولين لوبيتيغي لم يكن مجرد مدرب عابر لإشبيلية، بل كان قائدًا استطاع أن يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات. بفضل رؤيته التكتيكية وقدرته على تحفيز اللاعبين، كتب فصلًا جديدًا في تاريخ النادي الأندلسي العريق. والآن، مع كل مباراة، يثبت لوبيتيغي أن إشبيلية ليست فقط فريقًا محليًا قويًا، بل أحد الأندية التي يجب أن يحسب لها ألف حساب في أوروبا.