نهائي الدوري السعودي 2004ملحمة كروية لا تُنسى
شهد نهائي الدوري السعودي للمحترفين عام 2004 مواجهة أسطورية بين عملاقين من عمالقة الكرة السعودية، حيث تصادم الهلال والأهلي في لقاء ملحمي سيظل عالقاً في أذهان عشاق الساحرة المستديرة لسنوات طويلة.
خلفية تاريخية
جاء هذا النهائي تتويجاً لموسم كروي حافل بالإثارة والتشويق، حيث تنافس الفريقان طوال الموسم على صدارة الدوري بشراسة نادرة. فريق الهلال، بقيادة المدرب البرازيلي الشهير أوسكار بيرناردي، كان يمتلك تشكيلة نجوم تضم أبرز اللاعبين المحليين والعرب. بينما جاء الأهلي بقيادة المدرب الوطني خالد القروني وبخطة تكتيكية محكمة اعتمدت على الصبر والهجمات المرتدة السريعة.
تفاصيل المباراة النهائية
لُعبت المباراة النهائية على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض أمام جمهور غفير تجاوز 60 ألف متفرج. وانطلقت الشرارة الأولى للقاء بوتيرة حذرة من كلا الفريقين، لكن الهلال استطاع تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 28 عن طريق النجم ياسر القحطاني بعد تمريرة دقيقة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن مساعد.
لم يستسلم الأهلي، وتمكن من تعديل النتيجة في الدقيقة 52 عبر اللاعب الدولي محمد نور. وتوالت الفرص الخطيرة لكلا الفريقين في الشوط الثاني، حيث أبدى حراس المرمى مهارات استثنائية في صد العديد من الكرات الخطيرة.
اللحظات الحاسمة
في الدقائق الأخيرة من المباراة، وتحديداً في الدقيقة 87، تمكن الهلال من تسجيل الهدف الثاني عن طريق اللاعب الدولي سعود كريري بعد ركلة ركنية مثيرة، لتنتهي المباراة بنتيجة 2-1 لصالح “الزعيم” الهلال، محققاً لقب الدوري للمرة التاسعة في تاريخه.
ردود الأفعال والإرث التاريخي
أثار هذا الفوز موجة من الفرحة العارمة بين جماهير الهلال، بينما غمر الحزن جماهير الأهلي الذين كانوا على بعد خطوات من تحقيق الحلم. وقد أشاد الخبراء بكلا الفريقين على المستوى التكتيكي والفني العالي الذي قدموه خلال المباراة.
بعد مرور 20 عاماً على هذه المباراة، لا يزال الحديث عنها حاضراً في الأوساط الكروية السعودية كواحدة من أعظم النهائيات في تاريخ الدوري السعودي، حيث جمعت بين كل عناصر التشويق والإثارة الكروية الحقيقية.
يذكر أن هذا اللقب شكل نقطة تحول في مسيرة العديد من اللاعبين الذين شاركوا في تلك المباراة، حيث أصبحوا بعدها من نجوم الكرة العربية البارزين. كما عزز من مكانة الدوري السعودي كواحد من أقوى الدوريات في القارة الآسيوية.